وأصبح لطرابلس “مسرح وطني” دائم.. عمر ميقاتي: هذه مدينتنا التي نحب

[ad_1]

“من ليس له ماضٍ، ليس له لا حاضر ولا مستقبل”، بهذه المقولة يختصر الفنان القدير عمر ميقاتي، وجهة ثقافية وفنية تحتضنها مدينة طرابلس اليوم، وهي المتعطشة بنهم لكسر صورة نمطية وجدار وهمي بين المناطق. ويستكمل حلم الفنان الراحل نزار ميقاتي وهو مؤسس أول مسرح يومي في لبنان، حيث تعود سينما “أمبير” نافضة عنها الغبار لتتحول الى المسرح الوطني اللبناني بعد 28 عاماً من الغياب، مع كل ما تحمله من ذكريات على صعيد المنطقة التي لم يغب عنها يوماً أن تبقى منصة حرة ثقافية. 

 
يعود الفنان عمر ميقاتي بذاكرته في حديث مع “لبنان 24” الى الماضي الجميل الذي صنعه فنانو طرابلس في المدينة التي شهدت على اول مسرح يومي وعلى مسارح وعروض فنية. يروي بشغف اول لحظة وطأت قدمه سينما “أمبير”، “كيف لهذه المدينة أن تنام وهي تحمل كل هذه الذكريات، ونرى بين سكانها كل الشغف والتعطش لخلق مساحات من الفن والثقافة سواء بالرسم او التمثيل والمسرح”، يتابع ميقاتي مشيراً الى حاجة المدينة اليوم “الى هذا النهوض الثقافي والفني الذي تتعطش اليه المنطقة… نحنا بحاجة لأناس رعاة في السياسة والفن والاقتصاد، نريد اشخاص للبناء ومسؤولين وأصحاب ضمائر حية.. وسيبقى لنا الأمل”. 

 
مسرح مجاني  
وهكذا أصبح لطرابلس مسرح وطني، المسرح الوطني اللبناني، بمبادرة من “جمعية تيرو للفنون” و”مسرح إسطنبولي”، وبمباركة شعبوية وفنية من الطرابلسيين، حيث الهدف هو تأسيس حركة مسرحية “مجانية” في مدينة طرابلس وإقامة صلة وصل بين المناطق، كما أكد الممثّل والمخرج قاسم إسطنبولي، مؤسّس المسرح الوطني اللبناني. 
وشهدت طرابلس على إقامة الدورة الأولى من ” مهرجان طرابلس المسرحي الدولي” خلال الأيام المنصرمة، تخللها الكثير من المشاركات العربية بسلسلة أفلام وعروض مسرحية. ومنذ اللحظات الأولى لإعلان انتهاء تنظيم الدورة الأولى من المهرجان، بدأ الحديث عما سيلي، رغبة بأن يكون هذا المسرح الذي يحضن التاريخ والحاضر والمستقبل، مجانياً لكل الفنانين لعرض أعمالهم.  
واليوم، يكمل الفنان عمر ميقاتي المسيرة، بمعاونة اسطنبولي وكثر ممن يؤمنون بتحويل طرابلس الى وجهة ثقافية تجمع الناس على الحب والفن.  


 
تغيير في العقلية  
ويؤكد ميقاتي: “طرابلس ستبقى مدينة للحياة، المدينة التي تحتضن الكثير من الفنانين والادباء والعلماء، وستبقى منبراً مفتوحاً للجميع على المستوى الفني. واليوم ينقل الفنان المبدع قاسم إسطنبولي معرفته العالمية الفنية من صور بعد تأسيس المسرح الفني في مدينة صور الى طرابلس، بمثابة تحية لروح الفنان نزار ميقاتي، لنكمل حمل الراية الفنية”. 
بالنسبة الى سكان طرابلس وممن يعيشون هم الحياة اليومية بكامل صعوباتها وتحدياتها، فإنّ خلق هذه المساحة الفنية يعنيهم بالدرجة الأولى لإحداث تغيير في “عقلية الاخرين”، وكسر حواجز الخوف التي بنيت من هنا وهناك عن هذه المدينة، وبالتالي هي فرصة لهم ودعوة للأخرين لاستكشاف المنطقة بحلوها ومرها. وهذا ما يتفق عليه ميقاتي في حديثه مشيراً الى انّ اهل لبنان عموما وطرابلس خصوصاً “يشبهون هذه الأرض بطبيعتها، اللبناني صامد مهما كبرت التحديات، وهذه طرابلس التي نحب ومن أراد الأذية سيخرج ولا مكان له بيننا. امّا ما نعيشه اليوم على المستوى السياسي والاقتصادي الصعب، فليس سوى مرحلة ويبقى لدينا الأمل بالتغيير، ولنا ثقة بوجود شخصيات سياسية يهمها البلد وتحميه، وهؤلاء هم رجال وطنيون سينهضون بالبلد الى أفضل حال باذن الله”. 

 
الحمرا والنبطية  
ومن المفترض ان تواكب مرحلة ما بعد إقامة المهرجان، إدارة للمسرح للمتابعة مع الفنانين الذين يريدون الإفادة من هذه المساحة، للقيام بأعمال فنية مختلفة سواء في الموسيقى او الرسم او التدريب او العروض المسرحية. وكذلك يؤكد المنظمون انّ الأشهر المقبلة ستشهد على عروض لأفلام أسبوعية وتنظيم مهرجانات محلية وعربية. 
والجدير ذكره انّ المبادرون الى إعادة احياء مسرح طرابلس، أعلنوا أنهم من خلال جميعة “تيرو للفنون” في صدد إعادة تأهيل سينما “الحمرا” في منطقة الحمرا، وسينما “ستارز” في النبطية وسينما “ريفولي” في صور، مع إقامة ورش وتدريبات فنية للأطفال والشباب وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية. 


[ad_2]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *