تشير المعلومات الموثوق بها لـ”النهار”، من مصادر مواكبة ومتابعة لما يجري في هذا السياق، الى أن فرنجية قد يكون على دراية تامة بأن التمديد لقائد الجيش بدأ يسلك طريقه بعد صرخة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وخوضه معركة لا هوادة فيها، بعدما فقدت الطائفة المارونية موقع حاكمية مصرف لبنان الذي يشغله الحاكم بالإنابة وسيم منصوري، إلى الشغور المدوّي في رئاسة الجمهورية، ناهيك عن أن قائد الجيش بات على مسافة قريبة من إحالته على التقاعد.البطريرك الراعي لن يقبل إلا أن يكون هناك قائد للجيش، وهذا ربما تلقفه فرنجية الذي تربطه علاقة متينة ببكركي، وصولاً إلى قراءته لواقع “الثنائي” الذي قد لا “يزعل” البطريرك في هذه المرحلة الصعبة ويدخل معه في مساجلات وخلافات، في وقت ثمة معلومات عن تواصل خفيّ بعيداً من الأضواء والإعلام، يجري على خط بكركي – عين التينة ومرجعيات سياسية وحزبية من كل المشارب السياسية والطائفية للتمديد لقائد الجيش، حيث ذلك هو عنوان المرحلة التي يخوضها سيد بكركي.
وتضيف المصادر انه قد يكون لفرنجيه حسابات رئاسية لأنه من المرشحين البارزين لهذا الموقع مدعوماً من “الثنائي”، وهذا حقه، انما في المفاصل الأساسية والوطنية فان الزعيم الشمالي يسلّف الآخرين عبر مواقف كما كانت الحال بينه وبين حزب “القوات اللبنانية” في المصالحة، وعلى هذه الخلفية، ربما أراد تطرية المواقف تجاه المؤسسة العسكرية كونه يدرك أنها المتبقية في هذه المرحلة من مؤسسات الدولة إلى جانب الأمن العام وسائر القوى الأمنية الشرعية. ولكن في الوقت عينه لا يعني ذلك أن لقاءه ورئيس “التيار الوطني الحر” كان فاشلاً، إذ هناك نقطة أساسية جمعتهما في هذا اللقاء، أي الموقف المسيحي من “المرده” إلى “التيار” الداعم لـ”حزب الله” في المواجهة التي يخوضها على الجبهة الجنوبية، وأن يكون هناك “وحدة وطنية” في إطار هذه المواجهة، ولاسيما أنهما من الحلفاء الأساسيين للحزب على الصعيد المسيحي. لذا قرأ رئيس “المردة” مسار المرحلة وتلقف أجواء صديقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكذلك “حزب الله”، بما معناه أن التمديد لقائد الجيش قد يحصل، فلماذا يخسر ورقة رابحة في معركته الرئاسية في هذه المرحلة الصعبة؟
وتشير المصادر نفسها إلى أن موقف فرنجيه من موضوع التمديد لقائد الجيش قد “أراح بكركي”، وتلفت إلى أن ما أشار إليه رئيس “المرده” يُعدّ من “المواقف الوطنية التي نحن بحاجة إليها اليوم، أكان على الصعيد المسيحي أم الوطني”.
وتذكّر المصادر بأن فرنجيه هو “من الذين يقرأون المواقف الصعبة منذ ممارسته العمل السياسي، وحتى مع خصومه يكون قريباً إذا دعت الحاجة، ولهذه الغاية كان موقفه مسانداً الى حد كبير للبطريرك الراعي من دون استبعاد أن تكون له زيارة قريبة للصرح البطريركي لمناقشة الأوضاع الراهنة، إذ يرى فرنجيه أن يكون الموقف المسيحي عقلانيا تجاه حرب غزة وما يحصل في الجنوب، لأن إسرائيل دولة عدوة والوحدة الوطنية ضرورية، وهذا الموضوع اتفق وباسيل على ضرورة ترسيخه بمعزل عن خلافاتهما والتباينات بينهما حيال مسائل كثيرة، ولكن في الأجواء الراهنة لا بد من أن تكون هناك كلمة سواء على الساحتين المسيحية والوطنية”.
[ad_2]