وبعدما كانت المنطقة شهدت اختلال التوازن في تراجع حضور المكوّن السنّي، رسّخت القمة حضور شخصية سنية جديدة اسمها محمد بن سلمان ما يجعل البعض يتفاءل في أنّ طريق الحلول بات أقرب بعدما سلكت المباحثات طريقها الصحيح بدليل عودة العلاقة السعودية بإيران وسوريا.وبناءً عليه، تتوقع المصادر أن تكون الحلول للمنطقة ولبنان سريعة، وقد تكون مسألة توقيت وليست مسألة بحث ومفاوضات. من الوجهة الديبلوماسية هي عودة مفيدة للخصوم والأصدقاء، خصوصاً أنّ الإيراني أثبت أنه لا يستطيع بمفرده أن يكون المقرّر في شؤون المنطقة، بإمكانه أن يعطل، ولكنّه في الحلّ يحتاج إلى شريك سني اقتصادي وسياسي، وهنا أهمية حضور رئيسي القمّة وأبعاده. ديبلوماسياً، جاء مضمون بيان القمّة مبرراً، لوجود دول تربطها علاقات بإسرائيل سواء أكانت عربية أم إسلامية، ومن الطبيعي ألا تكون اللغة المستخدمة في الشؤون الإقليمية مشابهة للغة المحلية، لأنّها لا تقتصر على توصيف أجندة وطنية، بل تعكس مصالح إسلامية وعربية، وقد لا يقع في مصلحة دول عدة التلويح بقطع العلاقات أو وقف التعامل التجاري أو غيرهما من الخطوات التصعيدية، والإيجابي أنها حافظت على الإدانة والشجب. وتمضي المصادر قائلة «ليس سهلاً توقيع 57 دولة كبرى على بيان فيه من الشجب والإدانة وتحميل المسؤوليات ما يكفي لكي لا تفرض لغة الصراع على هذه الدول ومنها لبنان وسوريا، وتعيد التمسّك بمقرّرات مؤتمر بيروت للسلام عام 2002 وقرارات الشرعية الدولية، وإعادة سوريا إلى الحضن الدولي، وهذا ما يؤكد أنّه وبعد لحظة الحرب هناك لحظة ديبلوماسية فاصلة لعجر الفريقين عن الحسم لمصلحة أي منهما نهائياً، وفي نهاية الأمر الكلّ محكوم بتوازن الساحات». طروحات عدة على طاولة التفاوض للمرحلة المقبلة ودول عدة تبدي رغبتها في المبادرة كالنروج أو الهند. فالبلدان يبحث عن آفاق دور إيجابي للحلّ، وكان بارزاً أنّ الهند كانت من الدول التي امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن ضد إسرائيل كي لا تبدو طرفاً. لكن أي مبادرة لن تحصل قبل أن يرحل نتنياهو وتجرى انتخابات تفرز قيادات أكثر توازناً وأقل عنصرية وأكثر قبولاً وتسليماً بالشرعية الدولية وهو ما يجري البحث فيه.
[ad_2]