بلد يعيش على الهبات حرام ان يكون بلد مواجهة!

[ad_1]

من يتسنى له الاطلاع على اعداد الجريدة الرسمية التي تصدر هذه الايام “تصدمه” كثرة المراسيم الصادرة عن الحكومة بقبول هبات من دول وجمعيات وافراد وسياسيين ورجال مال واقتصاد،موزعة على وزارات وادارات ومؤسسات رسمية ،مدنية وعسكرية وامنية. وبعض هذه الهبات يحدد بالاسم المركز او المديرية التي تستهدفها الهبة .التدقيق في هذه الهبات يظهر ان بعضها يشمل مكتباً او طاولة او جهاز كومبيوتر وغير ذلك من التجهيزات المكتبية التي عجزت الدولة عن تقديمها لاداراتها ومؤسساتها .

لكن ما يصدم فعلا ما ورد في هبة مقدمة من اتحاد المصارف العربية الى وزارة الخارجية والمغتربين قيمتها التقديرية 13 الف دولار عبارة عن احبار (جمع حبر) متنوعة لعمل الوزارة الاداري ! كما تحزن لدى قراءة مرسوم آخر عن هبة من الغرفة التجارية المصرية بالاسكندرية لصالح قنصلية لبنان العامة بقيمة 11395 دولار اميركي لشراء اقلام رصاص وحبر وبيك وتلزيق وملفات ومغلفات واقلام ملونة وبلوك نوت ومواعين ورق الخ …

مؤلم ان يصبح لبنان بحاجة الى من يهبه قرطاسية لبعثاته الديبلوماسية ,ومؤلم ايضا ان تعيش اداراته ووزاراته على الخييرين و”الاجاويد” وينتظر من”يتحنن “عليه بكومبيتوتر من هنا و”ماعون” ورق من هناك !

الاسئلة التي تطرح نفسها : كيف يمكن لبلد هذا هو وضعه المزري ان يتحمل تداعيات حربٍ يمكن ان يُستدرج اليها معروف سلفاً انها ستدمره تدميراً واسعاً وتقضي على ما تبقى من مقومات وجوده الاقتصادية والصحية والتربوية الخ …

كيف يمكن لبلد يعيش على الهبات ان يواجه ما يمكن ان يسببه عدوان اسرائيلي واسع كالذي يكثر الحديث عنه مع كل اطلالة زعيم او قائد او رئيس حزب ؟

المطلوب اليوم وقبل الغد القليل من الواقعية والكثير من الصدق والصراحة والجرأة في اتخاذ المواقف التي تحمي لبنان وتنقذه مما يُخطط له في السر والعلانية ، ومن لا يريد ان يعترف بالواقع المؤلم للبنان عليه ان يقرأ الجريدة الرسمية فيدرك اذذاك ان القدرة على المواجهة تصبح معدومة امام انتظار الهبات لتعمل الادارات .

كفى مزايدات ودفن الرؤوس في الرمال مثل النعامة رأفة بهذا البلد وشعبه المجروح !


[ad_2]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *