Advertisement
تطلب القوات اللبنانية اعتماد الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس، بينما يعرض بري فكرة الحوار تليه جلسات متتالية، وبين النوعين فرق كبير وأساسين فالقوات تطلب أن يتخلى النواب عن حقهم بتعطيل النصاب، علماً انهم من المنادين بتعطيله بحال كانت النتيجة لمصلحة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بينما يطرح بري جلسات متتالية، أي ربما جلسات يومية، فتُفتح الجلسة وتنتهي بحال سقط نصابها، ثم تُفتح أخرى، لكن على أن يسبق هذه الجلسات حوار يقرب وجهات النظر.
في هذا السياق، من الممكن الحديث عن أن السبب الأساسي في رفض المعارضين للحوار يعود إلى هاجس قوى المعارضة الذي يتزايد، منذ انطلاق الحوار بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، من تبدل في التوازنات الداخلية، على قاعدة أن هذا الأمر يضعف من المعادلة التي كانت قد فرضتها في جلسة الانتخاب الثانية عشرة، أي تقدم الأصوات التي نالها الوزير السابق جهاد أزعور على تلك التي نالها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
بالإضافة إلى ما تقدم، هناك داخل قوى المعارضة من يعتبر أن كل ما تقوم به قوى الثامن من آذار في الوقت الراهن، هدفه رمي مسؤولية العرقلة عليها، لا سيما بعد تزايد المواقف الخارجية المنتقدة، ما يدفعها إلى الرد بالتمسك بالخيار “الديموقراطي”، الذي يعيد كرة العرقلة إلى ملعب بري، نظراً إلى أنه المسؤول، من الناحية الدستورية، عن إدارة العملية الانتخابية، وبالتالي هي تريد أن تعيد وجهة الضغوط إلى الفريق الآخر.
في مطلق الأحوال، كل ما يحصل حالياً من أخذ وردّ، يؤكد أن أفق التسوية الرئاسية لا يزال بعيداً، حيث الجميع لا يزال يبحث عن الوسيلة التي تحسن أوراق قوته أو تجمل موقفه أمام الرأي العام الداخلي والقوى الخارجية المؤثرة في الملف اللبناني، أما الحسم فهو لا يزال ينتظر تبدلاً في المعطيات الخارجية بشكل أساسي…
[ad_2]