ما قاله الموفد الرئاسي بشأن الحوار لم يخرج عنه ،حتى أنه أصر عليه كسبيل للخروج من الأزمة الراهنة ، ولم يشر بالتالي إلى أي مخرج آخر وما فهم من لقاءاته أن مبادرة الاجتماع للنقاش لا تزال قائمة في الشهر الراهن . اما الخيار الثالث للرئاسة بعدما تبين أن إيصال اما رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية أو الوزير السابق جهاد ازعور الى القصر الجمهوري متعثر ، فهو متروك للأفرقاء المحليين .
غابت أي مقترحات للاسماء عن مداولات لودريان لكنه شدد على الاسم التوافقي أو الجامع، وهذه إشارة واضحة إلى أن المسعى الأساسي المطلوب من القيادات يتركز على هذه النقطة بالذات التي تستغرق وقتا لأنها غائبة سواء عن قصد أو غير قصد . ولا يزال هذا الخيار الثالث غير ناضج بعد ، ومتى أصبح كذلك فهل سيكون موحدا بين قوى المعارضة والممانعة ام لا؟ وما هي الخيارات الجديدة؟ ومن يمسك بزمام المبادرة من الخارج ؟
لم يتم الأيحاء بأن لودريان سيعلق مساعيه قريبا، فهو سيحضر مجددا إلى بيروت كما ذكر.
وتشير مصادر سياسية مطلعة ل”لبنان ٢٤” الى أن اجتماعات تشهدها القوى السياسية في الأيام المقبلة للتحضير لمرحلة جديدة من النقاش في الملف الرئاسي حتى وإن بدا المشهد غير حاسم ، فالحراك في هذا الملف لن يتوقف سواء من خلال موفدين أو غيرهم في حين أن المواقف التي تصدر عن اللجنة الخماسية تشكل مؤشرا لما هو مقبل في هذا الأستحقاق ، مؤكدة أن لودريان قال أن التفاهم المحلي من شأنه أن يسهل إتمام الأنتخابات ، وهذا الأمر يتطلب بحثا مفتوحا أو تشاورا أو غير ذلك ورئيس مجلس النواب نبيه بري عرض الاقتراح وجهز مبادرة في هذا السياق .
وتعتبر هذه المصادر أن ما من أسماء محددة أو جاهزة لتكون الخيار البديل حتى أن هناك كلاما عن عدم تخلي حزب الله بهذه السهولة عن خيار فرنجية الذي لا يطعن المقاومة وترى أنه حتى في هذا المجال قد يكون لكل فريق خيار طالما أن المواصفات الرئاسية وبرنامج عمل الرئيس ليست واحدة على الإطلاق ، كما أن مسألة النصاب الدستوري تفرض نفسها ولا يمكن في أي حال من الأحوال التغاضي عنها .اما بالنسبة إلى التفاهم الخارجي المطلوب فأنه لم يتبلور بعد إلا إذا برز امر يعجل في انجازه ما قد ينعكس على ملف الرئاسة.
وتشدد المصادر على أن الملف لم يخرج من عهدة القطريين ولا يمكن الحكم منذ الآن على التحرك المتوقع لقطر وما إذا كانت الإمكانات متاحة لمسعى جديد، ومعلوم أن الملف يتصل بتوجهات اللجنة الخماسية التي تعطي الضوء للسير قدما، معلنة في الوقت نفسه أن حوار رئيس المجلس سيخضع للأخذ والرد وستكرر المواقف بشأنه وقد لا ينعقد كحوار جامع انما يقتصر حضوره على بعض الأفرقاء الذين سبق أن ايدوا الدعوة.
ولفتت إلى أن الكلام الذي تردد عن الرئيس الجامع يستدعي متابعة وترجمته تتطلب وقتا ولذلك يقال أن الشغور لن ينتهي قريبا .
ينضم شهر أيلول إلى الأشهر التي سبقته لجهة بقاء المراوحة وقبل أن يبصر الحل النهائي النور قد تمر فترة يتأرجح فيها الملف الرئاسي بين التفاؤل والتشاؤم ومتى اقتربت التسوية المنشودة، فإن اسم رئيس لبنان العتيد يحضر فورا أن لم نقل بطرفة عين .
[ad_2]